مجاهدة النفس وعلو الهمة

مجاهدة النفس وعلو الهمة , وطريق الرجوع إلى الله
تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد
ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأن محمدا عبده ورسوله , , أما بعد

خلق الله تعالى الإنسان , فأحسن خلقه , وسوى نفسه ,
وبين له سبيل الخير وسبيل الشر ,, فأفلح ونجا من زكى نفسه وأخذ على يديها
ومنعها من الشر ,, وخاب وخسر من دساها في الرذائل والشهوات ,, ولم يتبع هدى
الله تعالى الذي أرسل به رسله.

قال اللَّه تعالى : {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)
وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)
وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا
(9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}.

فياأيها الإنسان , جاهد نفسك , وألزمها بطريق الله
تعالى ودينه وطاعة أمره ,, فإن النفس لو تركت لها العنان أهلكتك, وأوردتك
شر مورد , والعياذ بالله .

والذي يجاهد نفسه وغيره في سبيل الله يهديه الله تبارك وتعالى : قال اللَّه
تعالى : {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وإن
اللَّه لمع المحسنين}.

وأول خطوة في طريق المجاهدة : التوبة النصوح ,
والرجوع إلى الله تعالى,, أن يتوب الإنسان من كل الذنوب والمعاصي ,
ومن ترك وتضييع ما فرض الله تعالى عليه ,, ومن سلك ذلك الطريق عسى أن ينجو
ويكون مع النبي صلى الله عليه وءاله وسلم والذين ءامنوا معه :

قال عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا
إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا
مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنّعيب عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ) سورة التحريم : 8

عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إن اللَّه تعالى قال:
من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما
افترضت عليه , وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه: فإذا أحببته كنت
سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي
يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه> رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ.

فأين أنت يا عبد الله من تلك المنزلة ومن ذلك النعيم ؟؟؟ هل رضيت لنفسك
بالدون والخيبة ؟؟؟ ألا تريد أن يحبك الله تعالى حتى يكون سبحانه هو
المحرك لكل جوارحك , فتكون من أوليائه الصالحين , يجيب دعوتك , ويكفيك شر
ما تستعيذ به منه ؟؟؟

اللهم اجعلني احبك اكثر من حبي لنفسي اللهم قويني علي نفسي وعلي الشيطان جزاكي الله خير اخيتي

اشكرك سويلم على الطلة