شبكة عصفور الاسلامية
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه . إدارة المنتدي . شبكة عصفور الاسلامية
شبكة عصفور الاسلامية
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه . إدارة المنتدي . شبكة عصفور الاسلامية
شبكة عصفور الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة عصفور الاسلامية


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 مع سورة النحل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمدعصفور
المدير العام
للمنتدي
محمدعصفور


ذكر
عدد الرسائل : 1419
العمر : 43
كيف تعرفت علينا : اخري
مع سورة النحل Left_bar_bleue100 / 100100 / 100مع سورة النحل Right_bar_bleue

دعاء : مع سورة النحل C13e6510

بطاقة الشخصية
الاسم:

مع سورة النحل Empty
مُساهمةموضوع: مع سورة النحل   مع سورة النحل Newg10الخميس 03 أكتوبر 2013, 12:35 am

أكتب هذه السطور وأنا في حالة أدعي أن إيماني فيها في ازدياد، فالإيمان يزيد وينقص كما قال رسول الله ^، وأزعم أن هذا الأثر ينطبق علي كما ينطبق على كثيرين.

لا أدري ما سر هذا الارتباط العجيب بين موقف حدث لي كانت فترته الزمنية ثلاثة أيام –إلا أن له امتدادًا منذ حوالي ثلاثة أشهر- وبين إدماني لسماع سورة النحل بصوت ذلك الكروان الصدّاح، الذي يأخذ صوته من نفسي وقلبي وروحي مآخذ شتى يحلق بها في ملكوت السماوات والأرض، ويذهب بها إلى أعلى عليين، ذلكم هو الشيخ أبو بكر الشاطري حفظه الله، الذي تهفو له نفسي وتطرب له أذني وتهدأ مع صوته أعصابي.
ذلك التعجب الذي حدثتك عنه نابع –كما أرى- من عدم الارتباط بين ما حوته آيات سورة النحل من قضايا ومعان وبين ما حدث لي في الموقف الذي سأنبئك عنه بعد قليل لا من قريب ولا من بعيد.
لقد لامست هذه الآيات شغاف قلبي، وملأت علي روحي ووجداني خشوعًا ومهابة، حتى لقد عمدت إلى برنامج لتقطيع الصوتيات على جهاز الحاسوب وقمت باقتطاعها، كي أستلذّ بسماعها والتعايش معها، والتدبر في معانيها وما ترمي إليه، كذلك قمت بطباعتها في ورقة علقتها في حجرة نومي كي أختلف إليها ليلًا ونهارًا لا يشغلني عنها شاغل، ولا يبعدني عنها شيء من ليل أو نهار، هذه الآيات، هي قوله تعالى:
1- وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون
2- ما عندكم ينفد وما عن الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.
3- من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.
4- والله فضل بعضكم على بعض في الرزق، فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون.
والسورة كلها، تختلج في نفسي، وتفيض علي من نور الله ما يجعلني قريبًا منه في هذه الآونة على الأقل، إلا أنني أطلعتك على أبرز الآيات التي كان لها أثر في نفسي، ولست الآن بصدد عرض تفسير لهذه الآيات، فقد آمنت بما قاله الشيخ محمد عبده أحد زعماء الإصلاح في القرن الماضي لمن سأله عن أفضل كتب التفاسير التي يُرجع إليها، فلم ينصحه بأي منها، وقال له: دعك من هذه الكتب واعرض القرآن على قلبك وتفكر في معانيه، فسوف ترجع بأفضل مما في تلك الكتب. إلا أنني لم أستطع تنفيذ تلك الوصية كما هي، ولم أصبر على نفسي وأمامي كتاب فُهم خطأ أنه من بين كتب التفاسير، وليس هو كذلك، فما هو إلا مجرد خواطر جالت في نفس رجل من أدباء القرن العشرين، تعرض لمحن وابتلاءات شديدة، ذلكم هو الأديب المفكر سيد قطب، وذلك هو (في ظلال القرآن)، وكان مما زادني إيمانًا ويقينًا بما عند الله، قوله تعالى: (من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)، وانشغلت كثيرًا بـ «الحياة الطيبة»، فكيف لي بها، ما هي وما أبعادها، وما الصور التي تكون عليها، دارت هذه الأسئلة في ذهني، ودفعني الفضول إلى أن أقرأ عنها، فأجابني صاحب الظلال قائلًا: «...وأن العمل الصالح مع الإيمان جزاؤه حياة طيبة في هذه الأرض، لا يهم أن تكون ناعمة رغدة ثرية بالمال. فقد تكون به وقد لا يكون معها، وفي الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير تطيب بها الحياة في حدود الكفاية: فيها الاتصال بالله والثقة به والاطمئنان إلى رعايته وستره ورضاه، وفيها الصحة والهدوء والرضى والبركة وسكن البيوت ومودات القلوب، وفيها الفرح بالعمل الصالح وآثاره في الضمير وآثاره في الحياة، وليس المال إلا عنصرًا واحدًا يكفي منه القليل، حين يتصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند الله. وأن الحياة الطيبة في الدنيا لا تنقص من الأجر الحسن في الآخرة، وأن هذا الأجر يكون على أحسن ما عمل المؤمنون العاملون في الدنيا، ويتضمن هذا تجاوز الله عن السيئات، فما أكرمه من جزاء».
حدثتك عن سورة النحل، وعن الشاطري، وعما دار في ذهني من خواطر حول تلك الآيات، ولم أحدثك عن الموقف الأول، ولأنتقل بك الآن إليه، فقد كانت جامعة القاهرة هي مسرح أحداثه:
كنت قد تعلقت بفتاة أدعي أنها من أهل الإيمان، أحسبها كذلك ولا أزكيها على الله، حدث ذلك في بداية العام الدراسي فدعاني هذا التعلق إلى الانشغال بها والسؤال عنها وعن أهلها، ومدى قربهم وبعدهم من التدين الحقيقي وليس الظاهري، وعدم الاكتفاء بما يبدو لي من مظاهر الالتزام، فأحيانًا كثيرة ما تخدعنا المظاهر ولا نفيق إلا على خيبة أمل وكوابيس مفزعة أعاذنا الله وإياكم منها.
تولدت لدي عاطفة ما نحوها فأردت أن أصرف تلك العاطفة في مجالها الذي رسمه الله لنا -وليس لها طريق غيره- فأعلمتها برغبتي في أن أرتبط بها إذا قبلت مني ذلك، فطلبَت إليّ أن أمهلها بعض الوقت حتى تستخير ربها في هذا الشأن، وتفكر فيه مليًّا، فمكثت أعد تلك الأيام والساعات حتى أعرف ما ردها، وإلى أي شيء هدتها استخارتها، هل أهدتها إلى الخير أم إلى الخير..نعم لا تعجب، فكلا الأمرين خير، فكان الرد غير ما تمنيت وأردت.
وأتوقف هنا قليلًا أمام الصيغة التي حاولت أن تعبر بها عما في مرادها، والتي أثرت في نفسي أكثر من الرد نفسه، وزادتني احترمًا وتوقيرًا لها، فقد شعرت من خلالها مدى ما ينطوي عليه قلوب الفتيات من العاطفة الجياشة، والحس المرهف، يتفوقن في هذا على الرجال بمراحل، لم تشأ أن توصلها مباشرة مراعاة لإحساسي ومشاعري، ولو أنها قالتها مباشرة لم يكن في ذلك غضاضة عليها، ولا ملومة لدي، ولسان حالي ما قاله كثير عزة:
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومةً
لدينا ولا مقلية إن تقلت

ولكن أنيلي واذكري من مودّة
لنا خُلَّةً كانتْ لديكمْ فضلَّتِ

وإنّي وإنْ صَدَّتْ لمُثنٍ وَصَادِقٌ
عليها بما كانتْ إلينا أزلَّتِ

إلا أن أدبها وذوقها أبى عليها إلا أن ترضيني وألا أفارقها وأنا واجدٌ عليها، أحسست ذلك في عينيها، مع أنني لم ألتفت لها كثيرًا، فأنا لم أتعود هذا الموقف، وتلك أول محاولة لي أن أكلم فيها فتاة، يكون موضوعها الخطبة والزواج- فكلما هممت بالانصراف أبت علي ذلك، حتى أكون راضي النفس مسلّمًا بقضاء الله وقدره، وأنا والله كذلك، وقد ذكرت لها أنني أؤمن بما قاله رسول الله ﷺ: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير...إلخ)، ولكن أنى لي أن أثبت لها ذلك، وقد صدرت مني بعض الألفاظ دفعتها لعدم التسليم بما أنا عليه، وأخذتني إلى عالم علم النفس بأنني أقول شيئًا وفي مرادي شيء آخر. فأنا أعتذر عن تلك العبارة التي قلتها لها: «انصرفي راشدة»، وكان ذلك بعدما تيقنت من موقفها الرافض، ولم يكن قصدي إلا أن أنهي الموقف فحسب.
أعود فأقول إن النساء أرق أفئدة من الرجال، وإن عاطفتهن تغلب عاطفة الرجال، وهي –أي العاطفة- لطف وخير وبركة، وإن جفافها بما يظهر من قسوة وجفاء وتكبّر وتعال بؤس وشقاء.
وفي الختام، أتمنى في قابل الأيام أن يهديني الله إلى ما بين موقفي هذا وبين سورة النحل من علاقة إن وجدت، وإن لم توجد فحسبي أنني أعيش مع القرآن، وحسبي كذلك أن عبرت عن أحد المواقف التي مرت بي في حياتي، والتي سوف أذكرها كما سأذكر صاحبته كلما قرأت السورة، ولعل هذا راجع إلى بركات تلك الفتاة المؤمنة، التي أتمنى من الله عز وجل أن يرزقني مثلها في أدبها وخلقها وعفتها وحيائها.. فيا له من شرف عظيم أن يرتبط موقف ما بسورة من سور القرآن.
عبد الرحمن السيد عبد الرازق يعقوب
القاهرة 10 يناير2013م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohammedasfoor.yoo7.com
 
مع سورة النحل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة عصفور الاسلامية  :: المنتدى العام :: قسم الترحيب بالاعضاء-
انتقل الى: